دعا المشاركون في المؤتمر السنوي لاتحاد عمال نقابات النفط والمواد الكيماوية والصناعات الخفيفة إلى تعديل بعض التشريعات لتناسب المرحلة الحالية وتثبيت العمال الموسميين والمؤقتين
وإعادة دراسة آلية منح الحوافز الإنتاجية بما يتناسب وظروف العمل وتشجيع التشاركية للشركات المتوقفة والخاسرة وإيجاد دوائر للموارد البشرية في الشركات التي تفتقد لها وتأهيل وتدريب كوادر عمالية جديدة لتدعم الموجودة.
وطالب المشاركون في المؤتمر الذي تزامن مع الذكرى 79 لتأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال وعقد اليوم في مجمع صحارى السياحي بضرورة تأمين المواد النفطية الخام لاستمرار عمل المصافي وتأمين اسطول خاص بشركة محروقات وقطع الغيار للمعدات الضرورية للعمل والتوسع بإحداث محطات محروقات تابعة للقطاع العام وإيجاد دوائر للبحث العلمي لتطوير المنشآت ورصد الاعتمادات اللازمة لها ومعالجة مشاكل معمل الزيوت.
كما طالبوا بضرورة إيجاد قاعدة بيانات توضح الحالة الفنية للمؤسسات والشركات وإقامة ندوات لنشر ثقافة العمل والتثقيف المهني ودمج فرع النقل مع الإدارة العامة للفوسفات والمناجم لما يحققه من وفر وضبط للنفقات.
وفي معرض رده على استفسارات المشاركين في المؤتمر أشار وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي غانم إلى أن قطاع النفط تعرض لخسائر جسيمة وصلت إلى “أكثر من 65 مليار دولار جعلتنا نتحول من مصدرين للنفط إلى مستوردين” لافتا إلى أن الدولة عملت بالإمكانات المتاحة وتمكنت من تأمين حاجاتها الضرورية التي أسهمت بصمودها.
وأوضح الوزير غانم أن تأمين المشتقات النفطية “ليس بالأمر السهل في ظل الحصار المفروض على سورية حيث يتم دفع قيمة مضافة على النفط وهذا يرتب أعباء مالية كبيرة على الدولة” مشيرا إلى استمرارية العمل ضمن سياسة الاعتماد على الذات لتأمين الحاجات الضرورية من المشتقات النفطية واستمرار عمليات الاستكشاف والحفر وإدخال آبار جديدة في الإنتاج.
ولفت الوزير غانم إلى أن العمال في معمل حيان ومصفاتي بانياس وحمص تمكنوا من إصلاح الأعطال التي تعرضت لها هذه القطاعات وذلك بأيد وخبرات وطنية سورية وفرت على الدولة الكثير من الأموال.
وبين الوزير غانم أن احتياطي الفوسفات تم توزيعه على عدة قطاعات عمل وكل واحد منها سيكون له استثماره الخاص لافتا إلى منح الأراضي لشركة محروقات لإنشاء محطات عليها وهناك توسع بهذا الموضوع.. وكل منطقة يعيد الجيش إليها الأمن والاستقرار بحاجة لخدمات وستكون المحطات المحمولة جزءا من الحلول المقدمة.
وبالنسبة لمادة الغاز قال غانم.. إنه “يتم الآن تأهيل معمل غاز عدرا إضافة إلى أن هناك مشروعا لتوسيع وحدة غاز بانياس كما تم الانتهاء من إنشاء وحدة تعبئة الغاز في سنجوان باللاذقية مع الاستمرار في شراء الوحدات المتنقلة للغاز بالتوازي مع العمل على ضبط اسطوانات الغاز لمنع الغش والتلاعب بالكميات”.
وحول موضوع توزيع المشتقات النفطية بين غانم أنه تم إطلاق 96 محطة تعمل على البطاقة الذكية أما بالنسبة للتاغ الخاص بالآليات تم التعاقد مع مركز البحوث بحيث تكون التعبئة بالآلية نفسها كما يتم العمل على موضوع أتمتة حركة المشتقات النفطية من المصب إلى المستهلك حيث تم وضع دفتر الشروط الفني للأتمتة “وسيتم إطلاق البطاقة الذكية للقطاع الخاص خلال الأيام القادمة في مدينة دمشق وباقي المدن تدريجيا بعد تجربة السويداء”.
ولفت الوزير غانم أنه اتخذ قرارا بقبول جميع خريجي الثانوية النفطية في المعهد النفطي مع الالتزام بتعيين كامل خريجي المعهد النفطي في قطاع النفط.
بدوره أكد عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال القطري محمد شعبان عزوز أن ذكرى الاتحاد العام لنقابات العمال تلقي على عاتقنا مسؤوليات الارتقاء بالعمل النقابي إلى مستوى اهتمامات العمال ومطالبهم العادلة والملحة لافتا إلى أن عمال سورية رفعوا شعار “سورية بنيناها بعرقنا سندافع عنها بأرواحنا سورية تستحق منا كل الجهد والعرق والعمل ولن نبخل عليها بشيء كما لم يبخل أباؤنا”.
وشدد عزوز على أن عمال سورية سيواصلون العمل وفق هذا الشعار دون كلل أو ملل ليكونوا على قدر المسؤولية.
من جانبها أشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ريمه قادري في كلمتها إلى أن الجيش العربي السوري يقاتل ويدافع عن الوطن على ساحات القتال “فيما يدافع العمال عن الوطن بطريقة منتجة ضمن كل مؤسسة وكل معمل” مؤكدة قدرة السواعد السورية على إعادة إعمار سورية.
ولفتت الوزيرة قادري إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل “تعمل على تطوير العديد من التشريعات التي سيكون من شانها الحفاظ أكثر على قوة وصلابة العمل النقابي والحركة العمالية” مشيرة إلى أن الوزارة “تعمل مع اتحاد نقابات العمال على مشروع لقانون للتنظيم النقابي وعلى تعديل قانون العاملين الأساسي الذي من شأنه أن يحقق أو يعطي مزايا أكبر للعمال”.
من جهته أشار رئيس اتحاد العمال جمال القادري في كلمة له إلى أن تأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال شكل “حدا مفصليا” في حياة الطبقة العاملة السورية حيث توحدت الصفوف وتأطرت في تنظيم نقابي واحد معبر عن طموحاتها ومناضل في سبيل همومها وانشغالاتها مشيرا إلى أن الاتحاد شكل عبر تاريخه النضالي ركيزة أساسية من ركائز العمل الوطني في سورية.
ولفت القادري إلى أن الحركة النقابية ناضلت ضد جميع أشكال الاستعمار التي تعرضت لها سورية وتقف منذ ست سنوات خلف الجيش العربي السوري في مواجهة أبشع حرب عرفتها البشرية في تاريخها الحديث مشيرا إلى أن الشعب السوري بقيادته الصامدة وجيشه الباسل استطاع أن يقوض أهداف هذه الحرب الخبيثة وتمكن من إفشال ما وضع لسورية من مخططات حيث ترتسم اليوم بشائر النصر الشامل.
وبين القادري أن سورية بحاجة إلى جهد كل أبنائها وفي مقدمتهم العمال لمواجهة تحديات الحرب العدوانية التي تتعرض لها.
بدوره أكد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن أنه بفضل سواعد العمال وصلابة الشعب السوري ورساخة إيمانهم بوطنهم استطاعت سورية الصمود وبقيت قلب العروبة النابض وراية التحرير مشيرا إلى أن ما تواجهه سورية اليوم من إرهاب هو الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني الذي يقتل أهلنا في فلسطين ويتامر على وطننا العربي في كل مكان.
وبين غصن أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومع القيادات العمالية يعمل بكل دأب على مكافحة البطالة وتصويب الأداة وبناء مجتمع افضل يحقق العدالة الاجتماعية.