نشرت صحيفة الثورة في عددها الصادر بتاريخ الخميس 2-3-2017 تحت عنوان
(( في زمن قياسي ))
عندما سمعت المهندس علي غانم وزير النفط والثروة المعدنية يقول على أثير إذاعة شام اف ام صباح السبت 25 -شباط الماضي من داخل معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى في منطقة الفرقلس في حمص:
سننجز اصلاح الاعطال الناجمة عن قذائف المجموعات الإرهابية المسلحة على المعمل في زمن قياسي،شعرت بالارتياح، لاسيما وان هذا المعمل كان يؤمن 6,6 ملايين متر مكعب من الغاز لمحطات توليد الكهرباء وحسب وزير الكهرباء المهندس محمد زهير خربطلي فإن 65./. من الكهرباء يجري توليدها بالاعتماد على هذا الغاز،في حين ان الفيول يتكفل بال 35./. الباقية.
وكانت وزارة الكهرباء قد أوضحت في أعقاب ضرب المعمل المذكور ان تقنين الكهرباء سوف يزداد،بعد توقف هذا المعمل، وفي ظل النقص الحاصل في كميات الفيول المطلوبة وتدني انتاج الكهرباء.
لكن زيادة ساعات التقنين اشبه بالمثل القائل: فوق الموتة عصة قبر. او فوق الحمل شنقولة.
إن التقنين مع وجود غاز معمل الفرقلس وجاره ايبلا ومع المحطات العاملة - نسبياً - على الفيول كل ذلك صعب علينا وعلى تلاميذ وطلاب المدارس والجامعات وربات البيوت والبرادات والغسالات والمحال التجارية والحرفية... والاقتصاد الوطني بشكل عام والحياة الاجتماعية والنفسية للناس، فمابالكم وقد توقف معمل يورد 6,6 ملايين متر مكعب من الغاز لتوليد 1150 ميغا واط من الكهرباء.
كان هذا الكلام صباح السبت 25 شباط الماضي، وكنت اتمنى لو ان السيد وزير النفط لم يكتف بعبارة - الاصلاح سيتم في زمن قياسي،بل حدد مدة تقريبية.
لكن المفاجأة السارة كانت في اليوم الثاني 26 شباط الماضي إذ نشرت صحفنا المحلية خبر اصلاح الاضرار في المعمل وخط جر الغاز لمحطات توليد الكهرباء بالاستعانة بالوسائل الموجودة في معمل ايبلا للغاز المجاور لمعمل المنطقة الجنوبية، وأعلن وزير الكهرباء في اليوم ذاته رجوع التيار الكهربائي في سورية الى سابق عهده قبل قصف المجموعات الارهابية المسلحة لمعمل الغاز في منطقة الفرقلس في حمص، وعدم زيادة ساعات التقنين.
وبهذا المعنى وعد وزير النفط ووفى وتم الاصلاح في زمن اكثر من قياسي وأدى ما يسمونه في علم التربية التعزيز الايجابي على صعيد الحالة المعنوية للشعب ولاسيما في زمن الحرب.
لعل في هذه الواقعة مؤشر تفاؤل لجهة ان كل حقل نفط وغاز وكل منشأة نفطية وغازية سيتم تحريرهم في القريب العاجل ولاسيما شرق حمص سيتم زجهم في الاستثمار سريعاً، وفي هذه الواقعة أيضاً، قدوة، على صعيد الانجاز السريع ومن الحكمة ان يشترك الجميع في النهوض بمنشأة متضررة، اي اكثر من جهة رسمية وشعبية، ولاسيما أن الوطن مثخن بجراح الحرب ولا يحتمل وجود متفرجين على مصائبه.